عبد الرحمن منيف و"قصة حب مجوسية يكتب عبد الرحمن منيف النص السهل الممتنع، البسيط المكثف، يمزج بين الكلاسيكية السردية والتجريب، والكتابة الجديدة، في رواية قصة حب مجوسية يحكي باسهاب عن حكاية رومنسية، الحب والعشق والعلاقات المتداخلة، الحب العذري، حب من نوع خاص،حب محرم، حب خارج قوانين الطبيعة، يتحكم بالنص كربان ماهر، ويخطط الرواية بالرومنسية والسخرية، يضع لذة سردية لا تقاوم. الاستعارة المجاز، اللغة، الوصف، السرد الفكرة وتداخل الاحداث..كل هذه مجرد بيادق يحركها بالاستعارة. في اللحظة التي يحكي فيه السارد النص يقطع الروي من ثم يخاطبك أنت، نعم أنت أيها القارئ، أنت تعيش مع الرواية، لذلك يقدمها لك أنت لتشارك بالسرد، أنت تضحك عليه وهو يرتطم بشخصياته أو يشعر بجمر الحب أو يتمنى أن تتحول الشمس إلى جمرة، تسخر منه وهو يعلم ذلك، وحينما يفر إلى الحمام لكسر قداحته الجبانة، تتكسر رجولته، وتتشظى كمرآة، تعي حوار النفس، يقدم كل ذلك على سرير وفير من السرد، لقارئ يلهث خلف العلاقات.. في هذا النص يعمد المؤلف إلى السير بخطين متوازيين، خط سردي يحكي النص، وخط تفاعلي يعبر عن المشاعر، وكأنك أمام سارد يخاطبك مباشر...
إيجابية النقد و"هوس العمق" يسعى النقد دائمًا إلى إعادة ضبط إيقاع الأدب، أو محاولة توجيه المبدع بشكل غير مباشر إلى الطرق السليمة من أجل إخراج النص بشكل منضبط، ويأتي دور النقد بعد دور الابداع وذلك لأن النقد يناقش الابداع بعد العملية الابداعية، من هنا يرى النقد الحديث أن عملية الإبداع يجب أن تخضع لضوابط إجرائية تعمل على إخراج نص إبداعي شبه تام، وقد رافق تطور الأدب تطور آليات النقد وتعددت مدارسه ومناهجه ونظرياته، والتي عمدت إلى تحديد انواع الأدب واستطاعت أن تساعد على ظهور اطوار وأنماط متعددة، لقد تعددت المفاهيم والرؤى للنقد ، هناك من يرى النقد تحديد جوانب النص سلبياته وإيجابياته على حد السواء وهناك من يرى أن النقد هو مناقشة الأدب عن طريق النظرية الأدبية وهي النقاش الفلسفي لطرق النقد الأدبي وأهدافه، وقد اعتمد البعض على الذوق والفكر الشخصي والجانب التحليلي الانطباعي. ولا يبتعِد تعريف النقد الأدبي الحديث كثيرًا عن معطاه المعجمي واللغوي، فالفكرة الأساسية من النقد تبقى واحدة ألا وهي تحليل النصوص وتمييز جيدها من رديئها وإبراز محاسنها وعيوبها، وهذا ما سار عليه النقد القديم وفاضل الشعرا...
" في التفاصيل يكمن الشيطان " لا أعلم من قال هذه العبارة ، وما السبب الذي دعاه لقولها بتلك الصيغة ، ولكن ما أعرفه أن التفاصيل قيمة إثرائية حقيقية ، وإن كان المُراد بالشيطان هُنا التميّز والتفّرد فذلك حقيقة ، ولكن إن كانت النظرة دون ذلك فالجملة سطحيّة جدًا لا تعدو أكثر من تجديفٍ خاطئ في الجانب السلبي .. تعالوا نرى قيمة التفاصيل في الإتصال القرائي وفق نظرية التلّقي . قبل سنة تحديدًا تابعتُ فيلم " الجوكر joker " وقبله فيلم " " الكتاب الأخضر green book " ، وكما أذكر التجربتين كانتا من خلال تصوير سيء الدقة ، وكانت تجربة المشاهدة سيئة جدًا، خرجتُ بعدها بنظرة سلبية غير سليمة عن الفلميّن مع إعجابي بفيلم جرين بوك في ذلك الوقت ، قبل يومين أعدتُ مشاهدة نفس الأفلام ، ولكن بنسخ بلوريّة عالية الدقة. هُنا تغيّرت وجهة نظري ، رأيتُ شيطان التميّز بأمّ عيني ، هُناك أشياء خفيّة موجودة في التفاصيل الدقيقة التي تحتاج إلى التوقف مُطولا عندها. في نظريّة التلّقي يّتم قياس وجهات النظر من قِبل القُرّاء كلا على حدة ليتم الخروج إلى فهم كيفية الإستيعاب وكيفية التفاعل مع النص ،...
مدهش
ردحذف