أسر اللعبة ..
نعيش بين فجوتين:
- تغول الحضارة بكل مافيها من هطول تقني متجاوز وانهمار تكنولوجي جديد وسيلان تفاعلي مخيف.- تمدد الجهل، وانتكاس المعرفة، وعدم قدرة الكائن البشري إيجاد طريقة مثلى ومناسبة لفهم كيفية التعامل مع هذه التقنيات الحديثة.
يستطيع الإنسان عبور النظم الحضارية، والتعامل مع المؤثرات الحديثة، لكن في نفس الوقت تعد هذه القيم الحديثة من أجهزة وتطبيقات، ومظاهر تفاعلية، أدوات جديدة تظهر كل يوم، وبسبب هذا الحضور السريع
واللمفاجئ يحتاج الانسان إلى فترة تكيف وإحاطة، بالاضافة إلى معرفتها ودراستها ؛ لا من أجل ستخدامها فقط، ولكن لقياس فوائدها ومخاطرها، في سبيل استخدام ايجابياتها الإستخدام الأمثل والمفيد والمنتج، أو معرفة سلبياتها و كيفية ترشيد استخدامها للحماية من أضرارها.
الفترة الماضية اقتربت كثيرًا من بعض التقنيات الحديثة (مواقع تفاعلية/ العاب الكترونيا)، شعرت بالرعب من كمية التفاعل مع أشياء غير فاعلة ولا مؤثرة مثل الألعاب الالكترونية والتواصل اللا مفيد في بعض مواقع التواصل، مثل مواقع نشر الصور أو الفيديوهات أو التسالي والعاب التفاعل الذكي.
فمثلا : تمارس مئات الملايين من البشر يوميا الألعاب الإلكترونية مثل (اللودو / البوبجي/ البلياردو ) و غيرها من الألعاب التي تعتمد بالأساس على التواصل الفاعل المستمر، والتواجد الدائم.. ومثل هذه التقنيات التي تسرق الوقت والجهد - المال أحيانا- لا نجد منها أي مردود معرفي/ ثقافي/ حضاري، أو أي قيمة من قيم التعلم أو التعليم أو التأثير، بل على العكس تماما هي تجميد للعقل وتسطيح له بكل فيها من بهرجة ومتعة وتواصلية..
قديما كانت الألعاب تحفز على رفع مستوى ونضوج الوعي، والعمل الجماعي، والتشاركية، لكن الموضوع أختلف الآن، مئات الملايين من البشر يوميا في هذه المواقع؛ لساعات طويلة، تمارس نشاطات دائرية، تبدأ وتنتهي إلى ما لا نهاية..
استهلاك لا محدود للوقت، وتغييب كلي للحضور الجسدي، انهماك قاتل في دوامة غير فاعلة، وهذا كله بنتج جيلا مغيبا كليا بعيدا عن الواقع، مهزوز الثقة/ انطوائي/ جاهل غالبا/ وعدواني أيضًا..
من الخطوات المهمة التي يجب مراعاتها حاليا، التركيز على الأطفال و المراهقين وحتى الشباب ومساعدتهم على تقنين استخدام التكنلوجيا( لأن منعها يعد أمرًا مستحيلا في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا) بشكل عام، الالعاب بشكل خاص، وغيرها من التطبيقات التفاعلية، وحثهم على الإنخراط في الواقع.. وهذا يعد واجبا تربويا مهما يقع على كاهل الأسرة والمدرسة وربما الأمن القومي ذاته.. الذي عليه أن يوفر مساحات رياضية ومنتديات ثقافية ومعهد تعليمية ويقدم على تكثيف الدورات العلمية في تكنلوجيا المعلومات و الثقافة وتقديم حوافز مجزية للناشئة والشباب للعمل التشاركي الفاعل في خدمة المجتمع أو تطوير مهارات الذات، تكثيف المنشورات التوعوية وتحجيم دور كل من يسعى لنشر ثقافة السطحية والتسطيح وتعميمها، ودعم كل من يساعد في تقنين هذا التغول اللامفيد و الذي ينعكس بالسلب على الفرد و العائلة بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.
تعليقات
إرسال تعليق