المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2020

جورج أورويل و"لماذا أكتب"

صورة
جورج أورويل و"لماذا أكتب"  ماذا تعرف عن «جورج أورول» غير «مزرعة الحيوان» و«1984»؟! لا اعتقد أن القارئ العربي حاليًا مهتم كثيرًا بقراءة تاريخ وسيرة أي كاتب قبل قراءة أعماله الإبداعية، كتب أو روايات، دائما المعيارية التي يقيس بها القارئ مستوى الكاتب والإختيار هي تلك المعيارية التي يتلقاها من خلال قراءة سابقة لقراء مارسوا الفعل القرائي قبله، وهي نفسها قراءة أعمال الكاتب التي بالغالب تكون مرشحة لكثرة القراءة أو التداول أو الإشتغال العلمي،  للأسف يفقد القارئ معيار مهم وهو أسلوب تتبع النص من خلال تتبع سيرة الكاتب الذاتية وهذه ملاحظة مهمة جدا، وقد لاحظتها عند محاورتي بعض القراء بعد أن تعمدت مناقشتهم عن الكاتب شخصيا بعيدا عن الإبداع مثل  اليوت أو تولستوي أو ديكنز أو حتى نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم أو أحمد شوقي وبدر شاكر السياب أو محمود درويش والبردوني والمقالح وغيرهم  حديث عن الكاتب بعيد عن الاصدارات والإنتاج الأدبي،  و قد اكتشفت أن القارئ بمستوياته القرائية المتعددة علمية أو دراسية أو بحثية أو إطلاع لا يمارس البحث عن الخلفية التاريخية للكاتب ولا حتى للنص...

الشعر وجائزة نوبل

صورة
"ساعي بريد نيرودا" لأنطونيو سكارميتا هل أنت شاعر؟ هل تريد تعلم الشعر؟ هل تريد الإقتراب من حياة الشعراء؟ أفكارهم بعض رؤاهم و تصوراتهم؟ في رواية «ساعي بريد نيرودا» سوف تحصل على الكثير من المتعة والدهشة.  الشعر هو الاستعارة، وإذا اردت تعلم الاستعارة ومعرف الشعر عليك قراءة هذه الرواية القادمة من شيلي، الشعر لا يعرف دولة، لا يعرف وطن ،لا يعرف مكان، الشعر مجاز ،صورة واستعارة، الشعر مرحلة عشق وحب ، الشعر مشاعر مختلجة تنضج بداخل الإنسان . «ساعي بريد نيرودا» رواية قصيرة، جميلة وخفيفة.  تتحدث الرواية عن ماريو خمينث ذلك الصياد الذي وجد نفسه على جزيرة مع مجموعة من الصيادين، جماعة من البشر البسيطة التي تقتات على الصيد، والتي لا تعرف لا القراءة ولا الكتابة، ولكنه كان يرفض أن يمارس الصيد كمهنة،  ويصر أن يغير عمله، وبدراجته اراد أن يغير ذلك الروتين الممل، و أن يبحث عن عمل غير الصيد الذي لم يكن يروقه.  ذات يوم وهو في طريق عودته من الساحل رأى ماريو إعلان عن وظيفة ساعي بريد، ولكن المشكلة أن جميع الصيادين أميين ولا يوجد في المنطقة سوى شخص وأحد فقط يحصل على الرسائل على هذه الجزيرة، الشاع...

عبد الرحمن منيف و قصة حب مجوسية

صورة
عبد الرحمن منيف و"قصة حب مجوسية  يكتب عبد الرحمن منيف النص السهل الممتنع، البسيط المكثف، يمزج بين الكلاسيكية السردية والتجريب، والكتابة الجديدة، في رواية قصة حب مجوسية يحكي باسهاب عن حكاية رومنسية، الحب والعشق والعلاقات المتداخلة، الحب العذري، حب من نوع خاص،حب محرم، حب خارج قوانين الطبيعة، يتحكم بالنص كربان ماهر، ويخطط الرواية بالرومنسية والسخرية، يضع لذة سردية لا تقاوم. الاستعارة المجاز، اللغة، الوصف، السرد الفكرة وتداخل الاحداث..كل هذه مجرد بيادق يحركها بالاستعارة. في اللحظة التي يحكي فيه السارد النص يقطع الروي من ثم يخاطبك أنت، نعم أنت أيها القارئ، أنت تعيش مع الرواية، لذلك يقدمها لك أنت لتشارك بالسرد، أنت تضحك عليه وهو يرتطم بشخصياته أو يشعر بجمر الحب أو يتمنى أن تتحول الشمس إلى جمرة، تسخر منه وهو يعلم ذلك، وحينما يفر إلى الحمام لكسر قداحته الجبانة، تتكسر رجولته، وتتشظى كمرآة، تعي حوار النفس، يقدم كل ذلك على سرير وفير من السرد، لقارئ يلهث خلف العلاقات.. في هذا النص يعمد المؤلف إلى السير بخطين متوازيين، خط سردي يحكي النص، وخط تفاعلي يعبر عن المشاعر، وكأنك أمام سارد يخاطبك مباشر...

إيجابية النقد و"هوس العمق"

صورة
 إيجابية النقد و"هوس العمق" يسعى النقد دائمًا إلى إعادة ضبط إيقاع الأدب، أو محاولة توجيه المبدع بشكل غير مباشر إلى الطرق السليمة من أجل إخراج النص بشكل منضبط، ويأتي دور النقد بعد دور الابداع وذلك لأن النقد يناقش الابداع بعد العملية الابداعية، من هنا يرى النقد الحديث أن عملية الإبداع يجب أن تخضع لضوابط إجرائية تعمل على إخراج نص إبداعي شبه تام، وقد رافق تطور الأدب تطور آليات النقد وتعددت مدارسه ومناهجه ونظرياته، والتي عمدت إلى تحديد انواع الأدب واستطاعت أن تساعد على ظهور اطوار وأنماط متعددة، لقد تعددت المفاهيم والرؤى للنقد ، هناك من يرى النقد تحديد جوانب النص سلبياته وإيجابياته على حد السواء وهناك من يرى أن النقد هو مناقشة الأدب عن طريق النظرية الأدبية وهي النقاش الفلسفي لطرق النقد الأدبي وأهدافه، وقد اعتمد البعض على الذوق والفكر الشخصي والجانب التحليلي الانطباعي. ولا يبتعِد تعريف النقد الأدبي الحديث كثيرًا عن معطاه المعجمي واللغوي، فالفكرة الأساسية من النقد تبقى واحدة ألا وهي تحليل النصوص وتمييز جيدها من رديئها وإبراز محاسنها وعيوبها، وهذا ما سار عليه النقد القديم وفاضل الشعرا...