الحب وحفرة الإنترنت

الكائن الافتراضي، مُموّه، سَريع الغوّص، القفّز، التسلّل، الهَرب، الصدّ والردّ، القفز والغرق، يمتلك زعانف القراءة ومجسّات اسّتِشعار الكلمات، يسبح كل يوم في فضاء الإفتراض، بين الصور، والميديا، بدون أي وجهة محددة، يمارسُ السباحة في قائِمة المنّشورات الهائلة؛ كي يداري سوَّءة الفراغ الذي يبتل به؛ كلما شعر بخيبة أمل يعيشها، سمكة سلمون تستطيع التكيف مع الحياة في المياة النقية، والخالية من الملح، ولن أرفع سقف طموحي؛ الملح موجود في كل مكان ولا شك أننا نقع تحت طائل تجذبات الحامض والحلو، نعيش على بعد مسافة من الحقيقة التي لا نصل إليها ولا نجرؤ على إعلان كفرنا بها كليا؛ لأنها بكل الأحول غائبة -على الأقل- عن أعين المريدين الراغبين أن يخرجوا من الحياة بحسنة الطمأنينة. العلاقة التي تربطنا بالميديا معقدة جدًا، نحبها لأنها فضاء مفتوح للتواصل، وعالم حر للخروج وكسر المألوف، ولكن الحلو لا يكتمل كما يقال، الحُفرّ التي نراها في شوارع البلدان الفقيرة أو الشوارع الخلفية للبلدان المتطورة تنتقل بفعل الميديا إلى هذا الفضاء الافتراضي، ولا تستغرب، الحفر في كل مكان حتى في فضاء الميديا المغلف بأسيجة الكترونية ...